في وسط الذعر الذي أثاره كورونا .. هل للبيتكوين والعملات الرقمية دور؟

شهدنا في الأيام القلائل الماضية حالة من التذبذب في أداء العملات الرقمية، كما هو الحال في الأجواء السياسية والاقتصادية حول العالم، خاصة بعد حالة الذعر التي أثارها فيروس الإنفلونزا الآسيوية أو ما اصطلح على تسميته بـ “كورونا”.

الارتفاع والانخفاض

وفقاً لرصد قام به موقع “كريبتوليديان” كانت هناك حالة من التذبذب في آراء المتابعين لأسواق العملات الرقمية، فإذا تراجعت الأسعار وجدنا البعض يعزو التراجع إلى فيروس كورونا باعتبار العملات الرقمية أداوت مالية متدوالة وبالتالي تتأثر سلباً مثل باقي الأسوق.

في حين وفي حالة الارتفاع نجد آخرين يعزون هذا الأمر إلى كون العملات الرقمية ضمن الملاذات الآمنة، وبالتالي ترتفع وقت الأزمات، حيث يهرع الناس إليها ليحتموا بها حتى تنقشع الغمة.

سؤالان وتوضيحان

ونحن في كريبتوليديان رأينا أن نشرح أولاَ المقصود بالملاذات الآمنة، لنرى ما إذا كان الأمر ينطبق على عملة البيتكوين باعتبارها أكبر العملات الرقمية بالعالم، وأخواتها بأسواق العملات.

ثم نشرح الفرق بين تأثير المشكلات الطبيعية والمشكلات التي هي من فعل الدول أو الأشخاص، ولماذا ارتفعت العملات الرقمية وبشكل ملحوظ في حال مات شخص واحد في إيران، بينما لم ترتفع بنفس المقدار عندما مات الآلاف حول العالم.

وأخيراً نرصد وضع أكبر 10 عملات من حيث القيمة السوقية في آخر أسبوع أي تقريباً منذ تم الإعلان عن بدء انتشار فيروس كورونا.

ما المقصود باالملاذات الآمنة؟

الملاذات الآمن كم يُعرفها أهل التخصص، هي:

  • أصول تتمتع بدرجة مخاطر منخفضة، وسيولة مرتفعة.
  • ترتفع أو تحافظ على قيمتها أثناءاضطراب الأسواق.
  • يُقبل عليها المستثمرون مع تزايد المخاطر الجيوسياسية أو الاقتصادية.

من أمثلتها: الذهب، حيث يعد مخزناً للقيمة ويتمتع بمخاطر أقل وسيولة عالية، كذلك السندات السيادية ولكن على الأخص التي تصدر عن الدول الكبرى التي تتمتع بتصنيف ائتماني قوي يُؤمن قدرتها على السداد.

كذلك تدخل بعض العملات تحت مسمى الملاذات الآمنة، مثل الدولار الأمريكي، فهو عملة الاحتياطي العالمي، وكذلك الفرنك السويسري حيث الاستقرار المالي للدولة، والين الياني، الذي ينتج عوائد منخفضة تاريخيا مما يعني مخاطر أقل.

وهناك بعض الأسهم أو الأوراق المالية التي تعمل شركات في صناعات دفاعية أو تقدم خدمات لا يمكن الاستغناء عنها ولا تتأثر كثيرا باضطراب الأسواق.

هل ينطبق على العملات الرقمية؟

إذا حاولنا تطبيق ما سبق على العملات الرقمية، وجدنا أن بعضها ينطبق عليه العنصر الأول، وهو السيولة المرتفعة حيث تبلغ القيمة السوقية للبيتكوين 169.45 مليار دولار، وهو رقم ضخم في عالم النقد، وتصل قيمة العملة إلى مستويات أعلى من ذلك في كثير من الأوقات، ولكن لا ينطبق عليها العنصر التالي وهو المخاطرة المنخفضة.

فلا تزال المخاطرة بالعملات الرقمية مرتفعة، لأنها لا تزال تعتمد وبشكل كبير على الأفراد، أما في حال تبني المؤسسات للفكرة ووجود عملات معترف بها من حكومات وهو ما نراه في الأفق القريب، وفقا للإعلانات المتتابعة من الحكومات والشركات الكبرى، ففي هذه الحالة ربما تأخذ العملات الرقمية عنضر انخفاض المخاطرة من الدول المنتجة لها.

مشكلات طبيعة وأخرى

المشكلات التي من فعل الطبيعة وهو الكوارث الطبيعية مثا فيروس سارس سابقاً أو كورونا حالياً، أو غيرها مثل حرائق الغابات في آسيا التي تمت منذ سنوات وغيرها مما لا دخل للإنسان فيه تجعل الدول المصابة بهذه الكوارث محط عناية من جاراتها ومن الدول التي ليس لها خصومة معها، وبالتالي فالأبواب تتفتح أمامها والدول تمد لها يد العون لمساعدتها على الخروج من أزمتها، وحتى التي بينها وبينها خصومة سياسية ربما تتعاطف معها.

أما في حالة الأزمات السياسية فتظهر حينها التكتلات وربما تتفاقم الأمور ليتم فرض عقوبات اقتصادية، كما تم مع ماليزيا من قبل، وكما حدث مع إيران، وغيرهما من الدول.

وبالتالي ففي الحالة الأولى لا يوجد ما يدعو للجوء إلى العملات الرقيمة أو غيرها لأن كل الأبواب مفتوحة أمام أهل الكارثة، بينما في الثانية تُغلق الأبواب، وعليه لابد من اللجوء إلى ما يستطيع أن يتخطى كل هذه الأبواب ويكون عابراً للحدود دون جواز سفر، وهي العملات الرقمية.

لماذا ارتفع لواحد ولم يرتفع لمئات؟!

الفقرة السابقة توضح لنا لماذا لم يكن حجم تفاعل العملات الرقمية مع موت المئات بفيروس كورونا مثل تفاعله لشخص واحد في إيران، حيث وفي الحالة الأخيرة كانت إيران معرضة لفرض عقوبات سياسية عليها، وربما الدخول في حرب مع أكبر قوة في العالم، وبالتالي هرع الناس إلى العملات الرقمية لكي ينفذون بها معاملاتهم التجارية قدر المستطاع حوفا من إيقاف أموالهم تحت أي مسمى وفي أي منطقة بالعالم تحت حجة أنها من إيران.

ورأينا حينها كيف وصل سعر عملة البيتكوين إلى 24 ألف دولار أو ما يعادل مليار ريال إيراني، حيث هرول إليها الإيرانيون كملاذ يعد آمنا بالنسبة لهم في تلك الأثناء.

أما في حالة كورونا فقد تذبذت العملات الرقمية كغيرها من الأصول المتداولة، وإن كان بدرجة أقل لأنه لن يقدم خيارات غير متوفرة في غيره من العملات من ناحية ومن ناحية اخرى لا يزال به عنصر المخاطرة التي لابد من وجود ما يدعو لإمكانية تحملها.

أداء أكبر 10 عملات من حيث القيمة السوقية

ومن خلال رصد قام به موقع كريبتوليديان وبناء على أسعار أكبر 10 عملات من موقع كوين ماركت كاب، نجد أن العملات العشرة كان أداؤها إيجابيا وبدرجات متفاوتة، كما يظهر من الجدول التالي:

ولكن وبالنظر إلى أداء تلك العملات لم نشهد ارتفاعات مثل تلك التي حدثت مثلاً في بعض الأوقات، مثل الارتفاعات التي شهدت عملة بيتكوين إس في عندما قد قضت محكمة بعدم نفاذ الحكم القاضي بقيام رجل الأعمال الأسترالي كريج رايت، المدعي بأنه ساتوشي ناكاموتو مخترع العملة الرقمية، بالتنازل عن نصف ما يمتلكه من عملة البيتكوين لعائلة ديف كليمان. ولا تلك التي شهدتها أثناء الأزمة الإيرانية الأمريكية.

The post في وسط الذعر الذي أثاره كورونا .. هل للبيتكوين والعملات الرقمية دور؟ appeared first on كريبتوليديان - اخر اخبار البيتكوين و العملات و المشاريع الرقمية.



source https://ar.cryptolydian.com/2020/01/30/%d9%81%d9%8a-%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%b9%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%a3%d8%ab%d8%a7%d8%b1%d9%87-%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%88%d9%86%d8%a7-%d9%87%d9%84-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%8a/

Comments

Popular posts from this blog

منصة “كيه يو كوين” تُطلق مشروعاً مع أكبر 21 مؤسسة بلوك تشين

“فيزا”: العملات السيادية الرقمية أهم اتجاه في المدفوعات لعشر سنوات قادمة

نصائح هامة عند اختيار وسيط العملات المشفرة