تغيرات جذرية في مواقف المؤسسات والدول من العملات الرقمية
شهدت مواقف المؤسسات والدول من العملات الرقمية خلال الفترة الأخيرة تغيرات جذرية، سواءً كانت مؤيدة أو معارضة لها من قبل.
هذا ملخص لموقف المؤسسات والدول من العملات الرقمية التي أصبح ذكرها لا يقل تقريباً عن ذكر النقود التلقيدية. خاصة في أيامنا هذه، وبعد أن عدَّها البعض من الممكن أن تدخل في عِدَاد الملاذات الآمنة، مما يُعد في حد ذاته تغيراً جذرياً.
ملخص لما كان عليه الحال قبل عامين
“الحيطة والحذر من التعامل بالعملة الافتراضية “البيتكوين” لما تنطوي عليه من مخاطر، حيث يغلب عليها عدم الاستقرار والتذبذب الشديد في قيمة أسعارها في المبادلات والمضاربات العالمية (غير المراقبة) التي تتم عليها، مما يجعل الاستثمار بها محفوفاً بالمخاطر”
كان هذا ملخصاً لما خلصت له دراسة قام بها فريق من المختصين قبل عامين عن موقف الدول من العملات الرقمية ممثلة في البيتكوين.
ما عليه الوضع في الوقت الحالي
“تتنافس الدول على من يستطيع أن يُصدر أولاً عملة رقمية خاصة بالبنك المركزي الخاص به، مع التأكيد على أنه ولمجاراة التكنولوجيا ومن أجل اللحاق بالركب لابد من العمل على إصدار العملة الخاصة بالدولة”.
وهذا يُعد ملخصاً لما عليه وضع الدول اليوم، وبعد عامين من تلك الدراسة.
التغير في مواقف المؤسسات الدولية
شهدت موقف المؤسسات الدولية وخاصة النقدية منها تغيرات جذرية في مواقفها من العملات الرقمية.
موقف صندوق النقد الدولي
فعلى الرغم من أن صندوق النقد الدولي جاء على لسان رئيسه، كريستين لاغارد، في مارس 2018:
” إن سبب جاذبية الأصول المشفرة (أو ما يسميه البعض العملات المشفرة) هو نفسه ما يجعلها أصولاً خطرة. فهذه الإصدارات الرقمية عادة ما تُبنى على أساس لا مركزي ودون الحاجة إلى البنك المركزي، وهو ما يسمح بتداولها دون الكشف عن هوية الأطراف المتعاملة، فيما يشبه المعاملات النقدية إلى حد كبير. والمحصلة النهائية هي أننا قد نكون بصدد أداة رئيسية جديدة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.”
إلا أنه وفي نوفمبر 2018 كتبت المسئولة نفسها مقالة على موقع الصندوق بعنوان: ” ضرورة وجود عملة رقمية جديدة”، وقالت كريستين لاغارد في المقالة:
” وأود البدء بالشمول المالي، حيث تتيح العملة الرقمية إمكانات كبيرة، من خلال قدرتها على الوصول إلى الأفراد والأعمال في المناطق النائية والمهمشة.”
موقف البنك الدولي من العملات الرقمية
في فبراير 2018 وصف جيم يونغ كيم، رئيس البنك الدولي، العملات الرقمية بأنها مشروع “بونزي” مُشبهاً لها بواحد من أكبر المحتالين بالتاريخ الأمريكي، وهو تشارلز بونزي.
بينما وفي أبريل 2019 قام كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بإطلاق تقنية بلوك تشين خاصة بهما وما يشبه العملة الرقمية، باسم “عملة التعلم” أو “Learning Coin”.
وبالرغم من أن هذه العملة لن تكون متاحة إلا داخل المؤسستين، إلا أن ذلك يُعد تحولاً جذرياً في موقفهما، فمبجرد الاعتراف بالفكرة وأنه يمكن استخدامها في أمور نافعة، يُعد دعماً معنوياً للعملات الرقمية.
صندوق النقد العربي والعملات الرقمية
في فبراير 2018 ذكرت الدراسة سالفة الذكر أن رئيس صندوق النقد العربي صرح خلال افتتاح الدورة العادية الحادية والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية قال:
“إن التنامي الكبير في استخدام العملات الافتراضية في الآونة الأخيرة يفرض تحديات على البنوك المركزية العربية”.
بينما وفي الدورة العادية الثالثة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية في 11 سبتمبر 2019 تركزت مداخلات أعضاء المجلس على:
” الفرص التي تُقدمها العملات الرقمية في تعزيز الشمول المالي، ومكافحة الفساد وغسل الأموال، وتطوير أدوات الدفع الإلكتروني وتحسين إدارة السيولة.”
التغيرات في مواقف الدول من العملات الرقمية
سنقوم في السطور التالية باستعراض موقف بعض الدول من العملات الرقمية في السابق، وموقف الدول ذاتها مؤخراً.
السعودية في بداية 2018 منعت تداول العملات الرقمية، بينما ومنذ بداية 2019 وهي تدرس إصدار عملة رقمية مشتركة مع دولة الإمارات، تحت اسم “عابر” وإن لم يتم إطلاقها حتى الآن.
الإمارات، على الرغم من الاعتراف العملي بالعملات الرقمية في الإمارات ومنذ 2016 حيث أعلنت مؤسسة دبي لمتحف المستقبل عن تأسيس المجلس العالمي للتعاملات الرقمية.
إلا أنه وفي فبراير 2018 حذرت هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية من الاستثمار في الأصول الرقمية والمشفرة.
بينما في الوقت الحالي، يتم استخدام العملات الرقمية في التبادل بين الأفراد والشركات. ومن الأمثلة على ذلك، قيام شركة فام العقارية، بإتاحة الفرصة للمستثمرين العقاريين الدفع بالعملات الرقمية.
اليابان والصين وموقفهما من العملات الرقمية
اليابان، على الرغم من موافقتها على البيتكوين كطريقة قانونية للدفع في البلاد إلا أن العملات نفسها لم تجد قبولاً من المجتمع، هذا كان بالسابق.
بينما وفي الوقت الحالي فترى اليابان ضرورة الإسراع نحن إطلاق عملة رقمية، خاصة وأن غريمتها الصين، تسعى لإطلاق العملة الخاصة بها في أسرع وقت.
يقول كوزو ياماموتو، رئيس لجنة أبحاث النظم المصرفية والمالية في الحزب الديمقراطي الليبرالي، إنه يجب على اليابان إطلاق ين رقمي في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات مقبلة.
أما الصين فقد كانت أكبر أسواق البيتكوين في العالم حتى أواخر 2017، وذلك قبل أن تمنع التداول بها وتعتبرها معارضة للقوانين وطريقاً لهروب رأس المال، وغير ذلك من الأضرار.
إلا أنها وبعد انتشار فيروس كورونا صرح أحد المسئولين بالحكومة الصينية بأن انتشار الفيروس قد يؤخر إطلاق العملة الرقمية الصينية.
وبالتالي فإنه وحتى إن كانت الدولة تُجرِّم التعامل بالعملات الرقمية إلا أن عملية الإطلاق تلك تُعد تأييداً عملياً للفكرة.
موقف الولايات المتحدة من العملات الرقمية
الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من موقفها شبه الثابت طوال الوقت من العملات الرقمية وإعلانها أكثر من مرة عن تتبع الأشخاص الذين يتداولون أو يروجون لهذا النوع من العملات.
إلا أنه وفي شهادة رئيس الفيدرالي جيروم باول منتصف فبراير 2020 جاء أن الحكومة تدرس وعن كثب الاعتماد على العملات الرقمية، حيث عليهم التفوق في هذا المجال.
هذه كانت بانوراما سريعة للتغيرات في موقف بعض المؤسسات والدول من العملات الرقمية، وخاصة خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت تلك العملات نقلة نوعية في هذين العامين.
The post تغيرات جذرية في مواقف المؤسسات والدول من العملات الرقمية appeared first on كريبتوليديان - اخر اخبار البيتكوين و العملات و المشاريع الرقمية.
source https://ar.cryptolydian.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ba%d9%8a%d8%b1/
Comments
Post a Comment