كيف تدعم شبكة البلوك تشين القطاع الصحي للقضاء على كورونا عابر الحدود؟
يعيش العالم كله حالة من الرعب من فيروس كورونا عابر الحدود، خاصة بعد الظهور المتتالي في كل دول العالم وبلا استثناء تقريباً، ولكن هل يمكن لشبكة البلوك تشين أن تدعم القطاع الصحي للقضاء على هذه الجائحة.
في الحقيقة وإن كان قد تمت المناداة أو التنويه على أهمية استخدام شبكة البلوك تشين لدعم القطاع الصحي في وقت سابق بشكل عام، فإنه أصبح من المهم الآن تكرار هذه النداءات والصدح بها في أرجاء العالم للقضاء على كورونا الذي اجتاح تلك الأرجاء وتخطى كل الحدود.
البلوك تشين وشبكة أبحاث طبية عالمية
مع ظهور وباء كورونا المستجد أو ما أصطُلح على تسميته كوفيد 19، أصبح العالم كله في حاجة إلى توحيد جهوده لمحاولة اكتشاف دواء يُنقذ العالم من هذا الوباء.
ومما لا شك فيه أن هناك آلافاً إن لم يكن ملايين المحاولات من مؤسسات رسمية أو هيئات بحثية خاصة، أو حتى على مستوى الأفراد، والكل حريص للفوز بشرف الإعلان عن الدواء المضاد لهذا الفيروس الذي عجزت كل جيوش العالم عن مواجهته.
هذا الحرص ناتج عن أمرين، الأول: وهو أن ذِكْر َهذا الشخص أو تلك الدولة سيُخلَّدُ في التاريخ، والثاني: العوائد المالية والمنافع المادية من خلف هذا الاكتشاف الذي لم يُعد لدولة حول العالم الغنى عنه.
وفي حال أراد العالم التواصل والتكامل في هذا المجال، فإن شبكة البلوك تشين هي السبيل الوحيد لجمع كل هذه الأبحاث والمحاولات العلمية التي ربما لو توافرت في مكان للاطلاع عليها لسهَّل على العلماء استكمال جهود بعضهم البعض وبالتالي الوصول إلى حل.
فالعلوم الطبية كما هو معلوم هي خبرات تراكمية، يتم بناء الحالي منها على السابق، ولا يمكن لأحد ابتداعها بدايةً.
البلوك تشين وتنظيم عملية صناعة الدواء
تشير إحصاءات واردة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن 10% من الأدوية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية مزيفة.
وقد تصل النسبة في بعض بلدان أفريقيا إلى 30% أي أن ثُلث الأدوية التي بتلك البلدان مزيفة، وفقاً للمنظمة.
هذا التزييف وإن نحينا الأضرار المالية الناتجة عنه جانباً فإن له أثراً أهم وأكبر، حيث قد يصل الأمر إلى أن الدواء وبدلاً من أن يكون شفاءً للمريض يكون هو السبب في القضاء عليه، إما بعدم شفائه واستمرار معاناته مع المرض أو القضاء عليه بالفعل حيث قد تؤدي بعض المُركَّبَات المزيفة للموت.
بينما وفي حالة استخدام شبكة البلوك تشين يمكن تسجيل كل المراحل التي مر بها الدواء منذ أول بحث علمي تم عمله عن هذا الدواء وحتى الصيدلية أو مكان صرف الدواء الذي هو الحلقة الأخيرة قبل وصول الداوء للمريض.
وعليه، يمكن لأي شخص يُجيد فقط القراءة والكتابة تتبع هذه السلسلة والتأكد من إذا ما كان هناك ما يدعو للقلق أم لا.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يساعد شركات الأدوية على معرفة الأماكن التي بها نقص في دواء معين لا داخل الدولة بل وعلى مستوى العالم كله، وبالتالي يمكنها التواصل مع هذا المكان وتوفير الداوء له إذا أرادت ذلك.
هذا بالطبع نحن في أشد الحاجة إليه في الوقت الحالي، حيث وفي حال اكتشاف دواء فعال لوباء كورونا فيسظهر مع الدواء المزورون والمدلسون ليخرجوا علينا بوصفات ربما تكون قاتلة تحت اسم دواء لكورونا لتحقيق الأرباح.
ومن ناحية أخرى، ربما يكون حول العالم بعض الأماكن هي الأكثر تضرراً من الوباء ولا يصلها الدواء لأنه لا يوجد ما يشير إلى تضرر هذه الأماكن.
السجل التاريخي للمريض والمرض
ظهرت من قبل أمراض مشابهة لكورونا في العديد من الأماكن بالعالم، ولربما ظهر هو نفسه في مكان ما ولم ينتشر، ولذا لم يأخذ درجة الاهتمام الحالي.
ولو كانت هناك شبكة بلوك تشين تم تسجيل التسلسل التاريخي لهذا المرض لربما سهَّل ذلك على القائمين على علاجه الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، ففي حالة تسجيل الوضع الحالي والأماكن الموجود بها المرض ونسب الإصابة به ونسب الشفاء وعدد من تسبب في موتهم، فإنه ربما وبعمل إحصائيات بسيطة يستطيع القائمون على اختراع العلاج معرفة الأماكن الأقل انتشاراً والأخرى الأسرع شفاءً والبحث خلف هذه البيئات عن ما يمكن أن يساعد في العلاج.
هذا عن المرض، أما عن المريض، فإن معرفة السجل المرضي للمريض يساعد كثيراً الأطباء في سرعة العلاج، فربما يقوم المريض بعمل أشعة وفحوصات طبية في وقت ما، وما أن يتعرض لنفس المرض ربما يحتاج إلى إعادة كل تلك الفحوصات فقط لأنه لا يملك نسخة منها.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن بعض الأفراد لا تقبل أجسامهم مواد دوائية معينة لأنها تُحدث لهم مشكلات صحية.
وفي حالة تعرض أحد هؤلاء لحادث مفاجئ ربما ولعدم وجود هذه المعلومة لدى الطبيب قد يؤدي إلى إعطائه دواء يتسبب له في مشكلات صحية وبدلاً من إسعافه السريع يزداد أمره سوءاً.
ولكن في حالة وجود سجل تاريخي لكل مريض به كل الكشوفات والفحوصات والأدوية التي لا يقبلها جسمه، حينها يمكن للطبيب الاطلاع عليها في دقائق معدودة لتفادي كثير من الأضرار.
وفي حالة كورونا فإنه ومع انتشار المرض وتزايد الأعداد فإن شبكة البلوك تشين كان من الممكن أن توفر على العالم المليارات من الدولارات والساعات.
الحفاظ على سرية البيانات للأدوية والمرضى
في عام 2015 تعرضت بيانات 100 مليون أمريكي مسجلة على أجهزة كمبيوتر للسرقة، وهو ما تسبب بأزمة كبيرة.
حيث بعض هذه البيانات سرية، ويمكن استغلال المريض وابتزازه عن طريقها.
وربما يتم استخدام هذه البيانات في عمليات استخباراتية من دول معادية.
ووجدنا في حرب العالم مع كورونا أن البعض في الصين أشار إلى أمريكا بأصابع الاتهام، حيث يتردد أنه ربما تكون أمريكا هي من ضربت ووهان الصينية بكورونا.
وعلى الرغم من أن مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية كان قد أطلق صافرة إنذار حول هذا الأمر في 2009 إلا أن عدم الاستجابة لهذه الصافرة أدى إلى وقوع الكارثة في 2015.
وحسب وزارة الصحة الأمريكية فإن أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة تعرضت بياناتهم للسرقة خلال تلك الفترة (2009 -2015).
وهنا تظهر أهمية شبكة البلوك تشين والتي يُعد أهم ما يميزها السرية والموثوقية.
البلوك تشين والسرية للأدوية
الأمر نفسه ينطبق على الأدوية، حيث إن مئات براءات الاختراع يتم سرقتها والاعتداء على حقوق أصحابها، وجنى المليارات جراء ذلك دون وجه حق، وهو ما قد يكون أحد المعوقات في طريق البحث العلمي، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى هناك بعض الأدوية التي يثبت بعد اكتشافها، عدم فعاليتها في بعض البيئات، أو ظهور أدوية أكثر فعالية منها، أو ظهور بعض التحذيرات من هذا الدواء أو ذاك، إلا ان تُجار البشر يضربون بهذا عرض الحائط من أجل الربح.
وبالتالي لو تم عمل سجل تاريخي لكل دواء لأصبح من السهل على كل طبيب حول العالم وبمجرد البحث باسم الدواء التوصل لكل ما يخصه، وآخر ما تم تسجيله عنه في العالم كله، وعليه يمكن تفادي العديد من الأخطاء.
وأخيراً
إن الاعتماد على شبكة البلوك تشين في القطاع الصحي، وبالإضافة إلى ما قد توفره لنا من ملايين الدولارات ستوفر في الوقت ذاته ملايين الساعات وقد تساعد في إنقاذ ملايين الأرواح.
وبالأخص في الوقت الحالي الذي أصبح لا مفر للعالم كله من الاتحاد لمواجهة الوباء الذي شن حرباً على العالم بأسره، ومن الإلزام الدخول في تلك الحرب بكل ما لديهم من إمكانات، حتى لا يحدث ما لا تُحمد عقباه.
من التقاريرذات الصلة:
هل تدفع كورونا الدول إلى التفكير في العملات الرقمية كبديل افتراضي وقت الأزمات؟
The post كيف تدعم شبكة البلوك تشين القطاع الصحي للقضاء على كورونا عابر الحدود؟ appeared first on كريبتوليديان - اخر اخبار البيتكوين و العملات و المشاريع الرقمية.
source https://ar.cryptolydian.com/%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d9%84%d8%b4%d8%a8%d9%83%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%84%d9%88%d9%83-%d8%aa%d8%b4%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%86-%d8%aa%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b7%d8%a7/
Comments
Post a Comment